في شهر أبريل المنصرم (2012)، أصدرت جمعية زهور للعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، مجلة ثقافية جامعة، تحمل عنوان زهور. وقد تحمل مسؤولية إدارتها المهندس محمد المداني، كما أسندت مسؤولية التحرير بها إلى الكاتب والصحفي محمد أديب السلاوي، حيث التزمت في خطها التحريري للمرحلة الأولى، بإصدار ملفات ومحاور عن المدن العتيقة بالمغرب، التي تبلور آثارها المعمارية والثقافية والدينية، حمولتها الحضارية، والتي ساهمت عبر القرون والأزمان، في إشاعة القيم الإنسانية التي جعلت من المغرب، أحد أهم الدول في إفريقيا والعالم العربي.
وقد تمكنت مجلة زهور، حتى الآن من إصدار ثلاثة أعداد، غطت محاورها مدينة مولاي إدريس زرهون، ومدينة مكناس، ومدينة فاس، وهي في الوقت الراهن، بصدد إصدار عددها الرابع عن مدينة الرباط، بمناسبة مرور قرن من الزمن على انتقال عاصمة المملكة إليها، وكذا بمناسبة إعلانها من طرف اليونسكو تراثا إنسانيا.
هكذا تضمن العدد الأول، الصادر في أبريل 2012، محورا خاصا عن مدينة زرهون، شمل قراءات في آثار هذه المدينة، التي كانت أولى العواصم العربية/الإسلامية في منطقة شمال إفريقيا، وفي حياة مؤسسها إدريس الفاتح؛ القطب الذي أسس دولة عظمى بتواضعه ... وحياة ابنه، إدريس الثاني الذي بويع في مهده.
كما تضمن هذا المحور قراءة موازية في ضريح مؤسس الدولة الإسلامية بالمغرب، وفي آثار مدينة وليلي التي بويع بها.
أما العدد الثاني من هذه المجلة (الصادر في مايو 2012)، فقد تضمن محورا واسعا عن مدينة مكناس، بوابة المغرب العتيق، كما احتوى على عرض شامل عن مدينة البذخ التاريخي، التي تسكن في قلب التراث العالمي... ثم قدم كذلك قراءة متأنية في حياة وجهاد ومنجزات السلطان المولى إسماعيل (1645 – 1727)، الذي جعل من حماية أوفاق الشريعة شغله الدائم كملك ورائد.
الأمر لم يختلف كثيرا في العدد الثالث (الصادر في يوليوز 2012)، إذا ما استثنينا مضاعفة عدد الصفحات، والرفع من جودة الإخراج، دون المس بالسعر الذي ظل ثابتا خدمة لإشاعة روح الثقافة، و تشجيعا لتوسيع قاعدة القراءة. وفي هذا العدد خصصت المجلة المحور الأساسي للحديث عن العاصمة العلمية للمملكة؛ مدينة فاس. فتضمن بذلك قراءة في أعماق تراثها الحضاري، وعرضا تاريخيا ركز على أهم المحطات التي مرت بها هذه المدينة العريقة. بالإضافة إلى ذلك احتوى العدد على مقالات عن علاقة فاس بالأندلس، وعن جامعة القرويين ومكتبتها العامرة... ثم مقالات أخرى لكتاب من المشرق والغرب عن بهاء هذه المدينة وتموضعها في تاريخ الإنسانية العريق.
وحرصا من مجلة زهور على الاهتمام كذلك بالثقافة العربية وقضاياها المعاصرة، احتضنت منذ عددها الأول سلسلة مقالات للكاتب الكبير محمد أديب السلاوي، عن واقع اللغة العربية في المغرب والعالم العربي، إضافة إلى زاوية مفاهيمية تحمل عنوان: الكلمات، ثم متابعات إعلامية، تهتم بما يطرأ من مستجدات ثقافية في عالم اليوم.
إنها إضافة ثقافية جادة ومتجددة، نرجو لها الدعم والاستمرارية.